يزعم الوهابية من أتباع الشيخ ابن تيمية الذي
يرى ربه شاب أمرد أن الإمام المهدي عليه الصلاة والسلام لدى المسلمين الشيعة ليس
من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وإنما من بني إسرائيل , ويستدلون لقولهم هذا
برواية وردت في كتب الشيعة , وأغلب استدلالهم من كتاب بحار الأنوار للعلامة
المجلسي في الجزء الحادي والخمسون أو من كتاب كشف الغمة للعلامة الإربلي وبعض الكتب
الأخرى ولكن في الأغلب الأعم كتاب بحار الأنوار
والحال أن العلامة المجلسي مؤلف كتاب بحار
الأنوار مثلا ينقل ذلك الحديث في عدة مواضع , أحدها كان ضمن أربعين حديثا نقلها عن
كتاب كشف الغمة للعلامة الإربلي الذي نقله بدوره من ما ألفه الإمام الحافظ أبو
نعيم الأصفهاني ( السني ) في الإمام المهدي تحت باب ( الأربعين في مناقب المهدي )
وقد بين العلامة الإربلي ذلك بنفسه حيث قال ما
نصه
( ووقع إلي أربعون حديثا
جمعها الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله رحمه الله في أمر المهدي عليه السلام
أوردتها سردا كما أوردها واقتصرت على ذكر الراوي عن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ) أنتهى النقل من كتاب كشف الغمة الجزء الثالث طبعة دار الأضواء – بيروت -
ص267
وكذلك نقلها عدد آخر من مؤلفي الشيعة ونسبوها
بأغلبهم الى أبي نعيم الأصفهاني وآخرين نسبوها الى كتاب الفردوس للديلمي ( السني )
وبعضهم نسبها الى مسند الروياني ( السني ) وغيرهم
ونقل العلامة المجلسي نفس الرواية في موضع آخر
من البحار عن العلامة الإربلي أيضا والذي نقلها بدوره عن الإمام الحافظ الكنجي
الشافعي ( السني ) من كتابه كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب وذيله بكتاب
أسماه البيان في اخبار صاحب الزمان والذي قال عنه ( أي الكنجي الشافعي ) أنه عراه
من اي طريق للشيعة ) أي أنه لم يجعل في كتابه ذاك أي طريق شيعي لتلك الأحاديث التي
خرجها فيه
ثم يأتي الوهابية وينقلون هذه الرواية وغيرها من
الروايات من كتب الشيعة على أنها أحاديث شيعية ويبدأون بالطعن فينا حتى وصل الأمر
بأحدهم وهو الدكتور حامد الإدريسي في كتاب ألفه ضد الشيعة حيث قال
أن إمام الشيعة المهدي ليس من آل محمد صلى الله عليه
واله وسلم وإنما من بني إسرائيل ( كما قالوا ) ووالله لم نقل ذلك على الإطلاق
ولكنه كذب وقال أننا نقول ذلك كما أسلفنا وجعل ذلك في كتاب مطبوع يتداوله من يتم
استغفالهم بسهولة لأنهم قوم لا يقرأون وإن قرأوا فهم لا يفقهون
وقام آخر وهو فيصل نور بوضع بعض المصادر التي
نقلها من كتب الشيعة وكذب على قومه حيث أوهمهم أن تلك المصادر للحديث من طرق
الشيعة ( ما يعني أن للحديث طرقا برواة شيعة ) وهذا غير صحيح فجُل تلك المصادر
تنقل عن السنة مثلما رأينا ممن تقدم ذكرهم
فأغلب ما رأيت من نقله أن المؤلفين الشيعة إنما
ينقلون حديث حذيفة الذي أخرجه علماء السنة أمثال أبو نعيم ألأصفهاني كما بينا أو
عن كتاب الفردوس للديلمي أو عن الطبراني والروياني وكلهم علماء سنة
ولم أقع على أي طريق شيعي بحت عن اي إمام من
أئمة المسلمين الشيعة , وربما يوجد ذلك ولكن الى هذه اللحظة لم أجد شيء عنهم عليهم
الصلاة والسلام في ذلك ولا شيء عن رواتهم أيضا
وشخصيا لا أرى أي إشكال في الرواية السنية هذه
حتى لو كانت لدينا ولا استطيع أن أفعل مثلهم وأطعن بهم واقول ما قالوا فينا لأننا
نفهم معناها
فالكلام عن بُنيته وأنها بُنية بني إسرائيل وليس
أنه منهم أو من نسلهم
وصدر اللفظ بين لونه لون عربي وجسمه جسم إسرائيلي
, أي أنه يصف الشكل وليس الأصل
وقد بين العلامة المجلسي ذلك المعنى في بيان له
بعد أن نقل عن الأربعين حديثا التي خرجها الإمام الحافظ أبو نعيم الأصفهاني والتي
نقلها العلامة الإربلي وسيجدها الإخوة في الصفحة 85 من الجزء الحادي والخمسون مما
وضعناه من مصورات
وكل من رأيت من المخالفين يستدل كما قلنا بصورة
لبحار الأنوار ولكنهم جميعا لا ينقلون بداية الكلام الذي بين فيه العلامة المجلسي
من أين نقل ذلك
فهل سيتهم الوهابية أنفسهم بما يتهمونا به خصوصا
أن الرواية سنية بحتة , وماذا سيفعل ذلك المؤلف ( الدكتور حامد الإدريسي ) وقد وضع
ذلك في كتابا مطبوعا وهو حجة عليه الآن كون الذي أستدل به هو رواية سنية
أجزم أنهم لن يفعلوا ولن يعتذروا كما عهدناهم
سنضع أولا صورة الشبهة التي يتناقلوها ومن ثم نضع المصادر الشيعية وبعد ذلك نبين بعض المصادر السنية وهي كثيرة
1- الشبهة الوهابية
2- المصادر الشيعية
3- المصادر السنية
1- هذه هي صورة الشبهة الوهابية
وهذا مصدر ثانٍ للشبهة والمشكلة فيه أن مؤلفا ( وهو الدكتور حامد الإدريسي ) ألف ذلك ووضعه في كتاب وهو مقصر فيه بل وقد كذب فيه بقوله ( كما قالوا ) ووالله لا يقول ما زعمه لدينا أحد وإنما فسره بهواه ولم يعلم أن المصادر التي يشير إليها من كتب الشيعة قد نقلت من كتب السنة , وأجزم أنه لم يقرأ الكتب وإلا لما وقع في هذا الفخ
2- المصادر الشيعية
وهذه صورة نفس المصدر ( بحار الأنوار ) التي ينقلها الوهابية ولكن مع بداية الكلام الذي قبله بصفحتين اي صفحة 78 من الجزء الحادي والخمسون
وهذا من طبعة ثانية لكتاب بحار الأنوار
وسنضع لاحقا بحول الله تعالى وقوته المصادر التي في هامش كتاب الفاضح للإدريسي والتي ستثبت أنه لم يطلع عليها على الإطلاق فهي تشير الى مصدر النقل السني
3- المصادر السنية
الأربعون حديثا في المهدي - أبو نعيم الأصفهاني -
وهو المصدر الذي نقل عنه العلامة الأربلي وأشار إليه في كتابه كشف الغمة والذي نقل عنه العلامة المجلسي في كتابه بحار الأنوار
وهذه عدة مصادر سنية أخرى للرواية وبينها من ينقلها عن أبو نعيم نفسه كما نقلها الشيعة عنه
ومصادر أخرى ( أقصد المصادر السنية ) تنقل عن غيره ( غير أبو نعيم )
والحمد لله تعالى رب العالمين
والله تعالى أعلم
اخوكم الفقير الى رحمة ربه
ابن النجف
بغداد في 09- 12 - 2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق